جمال
إنّ كلمة تكنولوجيا هي كلمةٌ يونانيّةٌ في الأصل، وتتكوّن من مقطعين، المقطع الأوّل: Techno ويعني حرفة، أو مهارة، أو فن، أما الثاني: Logy فيعني علم أو دراسة، ومن هنا فإنّ كلمة تكنولوجيا تعني علم الأداء أو علم التّطبيق؛ حيث أورد الكثير من العلماء تعريفاتٍ أخرى عديدة لكلمة التكنولوجيا تتقارب من بعضها أكثر مما تباعد، لنفهم أهمية هذا العلم فإننا سنتحدّث عن بعض تلك التعريفات.
التّكنولوجيا هي عمليّةٌ شاملةٌ تقوم بتطبيق العلوم والمعارف بشكلٍ منظّمٍ في ميادين عدّة؛ لتحقيق أغراضٍ ذات قيمةٍ عمليّةٍ للمجتمع.
وكذلك تُعرّف التكنولوجيا بأنّها الاستخدام الأمثل للمعرفة العلميّة، وتطبيقاتها، وتطويعها لخدمة الإنسان ورفاهيّته.
للتكنولوجيا ثلاثة معانٍ هي:
1-التّكنولوجيا كعمليّات (processes) وفي هذه الحالة تعني التّطبيق المنظّم للمعرفة العلميّة.
2-التكنولوجيا كنواتج (products) وفي هذه الحالة تعني الأدوات، والأجهزة، والمواد الناتجة عن تطبيق المعرفة العلميّة.
3-التكنولوجيا كعمليّةٍ ونواتج معاً، وفي هذه الحالة تشير إلى العمليّات ونواتجها معاً مثل تقنيات الحاسوب التعليميّ، وما يقدّمه من برامج علميّة منظّمة وهادفة.
الشائع عن التكنولوجيا
إنّ المفهوم الشّائع لمصطلح التّكنولوجيا هو استعمال الكمبيوتر والأجهزة الحديثة، وهذه النّظرة محدودة الرؤية، فالكمبيوتر نتيجةٌ من نتائج التكنولوجيا، بينما التكنولوجيا الّتي يقصدها هذا المصطلح هي طريقةٌ للتّفكير، وحلّ المشكلات، وهي أسلوب التّفكير الّذي يوصل الفرد إلى النتائج المرجوّة؛ أي إنّها وسيلةٌ وليست نتيجة، وإنّها طريقة التّفكير في استخدام المعارف، والمعلومات، والمهارات، بهدف الوصول إلى نتائج لإشباع حاجة الإنسان وزيادة قدراته.
إذاً فإنّ التّكنولوجيا فكرٌ وأداء وحلولٌ للمشكلات قبل أن تكون مجرّد اقتناء معدّات، ويعتقد الكثيرون بأنّ التّكنولوجيا ليست مجرّد علمٍ أو تطبيقٍ للعلم أو مجرد أجهزة؛ بل هي أعمّ وأشمل من ذلك بكثير؛ فهي نشاطٌ إنسانيٌّ يشمل الجانب العلمي، والجانب التطبيقي. لذلك فإنها تُعدُّ من أهم العلوم التي تقود حياتنا الآن نحو الأفضل.