نتالي
أتاحت وسائل التواصل الاجتماعي (والتي تُعرف أيضاً بالإعلام الاجتماعي) فرصاً عديدةً، منها التشارك بالمعلومات بين جميع مشتركي الشبكة، مع إمكانيات التفاعل المباشر والحرّ على المواقع الاجتماعية، وعند نهاية كلِّ مقالٍ أو خبر.
بالإضافة إلى ما صنعه الإعلام الاجتماعي مع الثورات التي اجتاحت منطقة الشرق الأوسط، والاحتجاجات التي عمّت العديد من الدول الأوربيّة وأمريكا، ما يُعتبر إضافةً جديدةً إذ صنعت هذه الأحداث ما يُسمى بالمواطن الصحفيّ، فأصبح بإمكان الشخص الذي يعيش الأحداث أن يصوّرها أو يكتب عنها، ويرسل ما يصور أو يكتب إلى وسائل الإعلام المتلهّفة للأخبار من مناطق لم يستطع مراسلو تلك الوسائل دخولها، إمّا بسبب النظام الحاكم لخوفه من معرفة العالم بما يحدث، أو لصعوبة الوصول للحدث.
مخاطر شبكات التواصل الاجتماعي
انتهاك الخصوصية
عندما ننشئ حساباً على إحدى شبكات التواصل الاجتماعي كالفايسبوك والتويتر وغيرها فإننا طوعاً نُقدِّم معلوماتٍ أساسية عن أنفسنا, مثل الاسم, وتاريخ الميلاد, والجنس، والبلد الذي نعيش فيه, وعندما نتفاعل مع آخرين عليها, فإننا نسمح لهم بالوصول إلى هذه المعلومات.
لا يقف الأمر عند هذا الحدّ, فنحن وباستمرار نقوم بنشر أخبارنا, وصورنا, وتحركاتنا والأماكن التي نزورها, ونضيفُ أناساً جدد إلى قائمة أصدقائنا أو من نتابعهم, ونبدي الإعجاب بصفحاتٍ ومنشوراتٍ وصورٍ وفيديوهات, ونرسل الرسائل ونكتب التعليقات, وننضمُّ إلى محادثاتٍ ومجموعاتٍ تتناول موضوعاتٍ مختلفة. مع الوقت يصبح هذا الحساب بمثابة خزانةٍ كبيرةٍ تحوي الكثير من المعلومات حول صاحب الحساب. وحين نعرف بأنّ الكثير من هذه المعلومات متاحٌ للجميع, بما في ذلك الحكومات, والشركات والأفراد من المجرمين والمتلصصين, يجب علينا التفكير مليّاً، خاصةً وأنّ هذه المعلومات قد تكون متاحةً للحكومات وأنظمة الاستخبارات والكثير من الأشخاص العابثين والمسيئين الذين يمكنهم اختراق حساباتنا واستغلال محتوياتها.
في الأوساط المعادية للحريات العامة وحرية التعبير, مثل سورية, تصبح الأخطار مضاعفةً, فهي لا تشمل فقط خطر انتهاك الخصوصيّة, بل تصبح ذات طبيعةٍ أمنيّةٍ تعرّض حياتنا وحياة الآخرين للأذى, وقد تؤدي إلى الاعتقال أو حتى الموت.
حماية حساباتنا على وسائل التواصل الاجتماعية
هناك خطوات أساسية على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الإلمام بها للحدِّ من الأخطار التي يواجهونها على هذه الشبكات، وهي:
1- قم بتحصين الحساب من خلال استخدام كلمة سرٍّ قوية يصعب على المخترقين معرفتها أو تخمينها.
2- راجع إعدادات الخصوصية لكل حساب, وقم باختيار الإعدادات التي تناسب وضعك شخصياً, وننصح باستخدام أعلى مستويات الخصوصيّة بالنسبة للسوريين نظراً للظروف التي يعيشونها في داخل سورية أو خارجها.
3- استخدم عامل (التحقق بخطوتين) لكلِّ حساب, فهو يضيف طبقةً أخرى من الحماية, ولن يستطيع القراصنة واللصوص الدخول إلى حساباتك إلّا بامتلاك طريقةٍ للوصول إلى جهاز هاتفك الخليوي.
4- فكّر ملياً قبل فتح أيِّ رابطٍ يصلك على هذه الشبكات إذ ينشط المخترقون عليها بشكلٍ كبير, ويستخدمون تقنيات خداعٍ تُعرف بالهندسة الاجتماعية لإغراء الضحية بفتح روابط خبيثة تؤدي إلى سرقة كلمات السرّ الخاصة بهم, وبالتالي اختراق حساباتهم.
5- راجع جيداً طلبات الصداقة التي تأتيك قبل قبولها. تصفّح هذه الحسابات جيداً, عاين شبكات أصدقائهم, نشاطهم, مدّة وجودهم على هذه الشبكة, اسأل آخرين تثق بهم عنهم قبل قبولهم، وإن استطعت تجنّب قبول طلبات الصداقة من أشخاصٍ لا تعرفهم.