معجم العين
معجم “العين” للخليل بن أحمد الفراهيدي، هو أول معجمٍ عربيٍ يُؤلَّف في اللغة العربية، وإن أية مجاميع لغوية موحّدة الموضوع سبقت الخليل ليست بمعاجم؛ لأن معجم العين قد بُني على خطةٍ ثابتةٍ نجدها في هيكل الكتاب وتقسيماته كما ارتآها الخليل، وهذا المعجم بُني في مضامينه على أن يكون دائرة معارف للغة العرب، ولهذا فقد تضمّن شواهد القرآن الكريم والحديث والشعر والمثل.
معجم العين هو أول معجمٍ منسَّقٍ للغة العربية، قام بكتابته الخليل بن أحمد الفراهيدي، وأتمّه ورتّبه الليث بن المظفر الليثي الكناني، ويعتمد في ترتيبه على مخارج الحروف من أعمق نقطةٍ في الحلق مروراً بحركات اللسان، وحتى أطراف الشفتين، وبذلك يكون أول حروفه هو العين، وأخرها هو الميم، ثم تتبعهم حروف العلّة الجوفية (و، ي، أ).
يُعدُّ الخليل بن أحمد من أهم علماء المدرسة البصرية، وتُنسب له كتب “معاني الحروف” والعروض والنقط وغيرها، كما قام بتغيير رسم الحركات، إذ كانت التشكيلات على هيئة نقاطٍ بلونٍ مختلفٍ عن لون الكتابة، وكان تنقيط الإعجام (التنقيط الخاصّ بالتمييز بين الحروف المختلفة كالجيم والحاء والخاء) قد شاع في عصره، فكان من الضروري تغيير رسم الحركات ليتمكن القارئ من التمييز بين تنقيط الحركات وتنقيط الإعجام. فجعل الفتحة ألفًا صغيرة مائلةً فوق الحرف، والكسرة ياءً صغيرة تحت الحرف، والضمة واواً صغيرةً فوقه. أما إذا كان الحرف منوّناً كرر الحركة، ووضع شيناً غير منقوطةٍ للتعبير عن الشدّة، ووضع رأس عين للتدليل على وجود الهمزة، وغيرها من الحركات كالسكون وهمزة الوصل، وبهذا يكون النظام الذي اتخذه هو نواة النظام المتبع اليوم في لغتنا العربية.
أبو عبدالرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري (100هـ/718م – 173 هـ/791م ) وهو عربي النسب من الأزد، ولد في عُمان عام 100 هـ، وهو مؤسس علم العروض ومعلم ( سيبويه أبو النحو) وواضع أول معجمٍ للغة العربية وهو العين. وله من الكتب بالإضافة لمعجم العين، كتاب النّغم، وكتاب العروض، وكتاب الشواهد، وكتاب الإيقاع.